كتاب جزيرة التغيير بقلم شريف أبوفرحة ...تقول الأسطورة إن شابًا كملايين الشباب، كان نائمًا ذات ليلة كما ننام لمئات الليالي، شاب عاديّ جدًا، لا يفكر إلا في دفع الحياة كما تدفعه، ولا يستجيب إلا لمتطلبات جسده أو ما تفرضه عليه الحياة فرضًا..لكنه في هذه الليلة، رأى حلمًا عجيبًا، فقد كان يسير وحيدًا في الصحراء، تائها لا يعرف وجهة يذهب إليها، جائعا
وعطشا، خائفا، محبطا، يلوم نفسه أن أتى إلى هذا المكان، وإن كان لا يعرف كيف وصل إليه!!كان يظن نفسه مختلفًا، فهو يفكر أكثر من اللازم – كما يقول – ويشعر بالناس أكثر من اللازم –كما يقول – ولم يأخذ فرصته في الحياة كما ينبغي – كما يقول.لكنه في هذه الصحراء يشعر بالضياع والضعف، ويزداد الأمر سوءًا حين يجد أشباحًا تقبل عليه من بعيد..أشباح سوداء لا يتبين ملامحها، تجري مسرعة جواره ولا تمسه أبدًا، تصرخ في أذنه ساخرة منه، ومتهكمة على حاله:"أنت كآلاف بل ملايين مثلك، جئت وستموت، لم تحدث فارقًا في شيء، ولن تشعر بك الحياة"
