كتاب سامحوني أيها الأبناء ! بقلم أحمد علي سليمان عبد الرحيم ... سامحوني أيها الأبناء! (إن أسمى حقوق الأبناء على الآباء المسلمين أن يُحْسِن الآباء اختيارَ الأمهات والأصهار والأحساب والأنساب! فتكون الأمهاتُ طالباتِ علم ، وعلى خلق ودين بوصفهن مصانع الرجال! وإلا كانت النتائجُ وخيمة! ويكون الأصهار والأنساب طلاب علم كذلك ، وعلى خلق ودين! فقبل الإنفاق والتربية والتعليم والتوجيه والرعاية والبذل يتعين اختيار الأم الصالحة العفيفة طالبة العلم الواعية الناصحة الأمينة! وتكون من بيئة أو عائلة لها ذات المواصفات! ذلك أن جاهلة لن تُربي ، ولن تعلم ولن توجه! ومعنى جاهلة هنا ليس كونها أمية لا تقرأ ولا تكتب ، أو لم تحصل على الشهادات والدرجات العلمية! لا! وإنما جاهلة بعلوم الشرع ، بالحلال والحرام ، بالتوحيد والعقيدة. ولقد تحصل على الماجستير والدكتوراه في علوم الدنيا ، وهي لا تحسن كيف تتوضأ ، ولا تعرف شرطاً واحداً من شروط لا إله إلا الله! فضلاً عن أن تعرف الفرق بين الربوبية والألوهية ابتداءً! ولا تفقه سُنة ولا واجباً ولا مندوباً ولا مكروهاً! وإن عجوزاً تفقه العقيدة والتوحيد لأفضل بكثير من دكتورة في الجامعة لا تعرف شيئاً عن الإسلام ورسالته! وهذا الأب الذي في قصيدتنا هو رجل لم يحسن اختيار أم أولاده ولا أهلها ، فجنى الحنظل وسار على الشوك وتجرع الدم ، وجنى وأولاده منها النتائج الوخيمة! وكانت الحياة معها ضرب من ضروب الشقاء والجاهلية! وإنما الرجل أخِذ بمعسول الكلام والتشدق بالسنة ، بل الجوهر لم يكن شيئاً مذكوراً! وضحية قصيدتنا رجل لم يحسن اختيار زوجته ولا اختيار عائلتها ، فذاق الويلات عبر مسيرة زوجية فاشلة ، وراح يعتذر لأولاده عن الجريمة التي أجرمها في حقهم جميعاً! فترجمتُ اعتذارَ الأب لأبنائه شعراً! وأنا أعتذر الاعتذار كله عن طول المقدمة! وما ذاك إلا لأحيط القراء خاصة الرجال بأسس اختيار الزوجة في الإسلام! ولأبْطِل المقولة الملعونة التي تقول: (إن الذي يتزوج امرأة لا يتزوج أهلها!) بل يتزوجها وينصهر بأهلها ، وكلمة (ينصهر) لا تقل كثيراً عن كلمة (يتزوج) إن لم تكن تزيد!)