كتاب فلسفة الفن: رؤية جديدة بقلم حسين علي..الفن من حيث هو ظاهرة إنسانية لا يقل أهمية عن العلم أو عن الأخلاق في تحقيق التكامل النفسي والإجتماعي للإنسان؛ وإنه لمن العبث أن تعقد الموازنات بين نشاط الإنسان في ميدان العلم ونشاطه في ميدان الفن بغية تفضيل أحد جانبي هذا النشاط على الآخر، فالحياة الإنسانية وحدة متكاملة مع تعدد جوانبها، وهي كيان حي معقد لا يتحقق وجوده إلا بتوفير كل وظائفه؛ والأمراض التي تنتاب الإنسانية - إذا جاز لنا إستخدام هذه العبارة - إنما تنشأ من إنعدام التعادل بين جانبي هذا النشاط المتكامل.
ولا شك إن البحث الفلسفي في مشكلات الفن له قيمته، لا من حيث هو تحليل فكري وحسب، بل لأنه يزيد من إستمتاعنا بالموضوعات الفنية، ويوسع فهمنا لها، ويفتح أمام الناقد والمتذوق آفاقاً جديدة يطل منها على ميدان الفن.
ومن هنا جاء إختيارنا لعنوان هذا الكتاب "فلسفة الفن - رؤية جديدة"، ومن أجل تحقيق هذه الرؤية قمنا بتقسيم الكتاب إلى أربعة أبواب على النحو الآتي: الباب الأول، جعلنا عنوانه: "مفاهيم أساسية في فلسفة الفن" وقد توخينا في هذا الباب عرض التعريفات المختلفة للفن وعلاقة الفن بالجمال، وكذلك علاقة الفن بالأخلاق، وأخيراً علاقة الفن بالعلم، وأوضحنا أنه لو أن الإنسان عرف كيف يمزج بين الحقيقة الفنية والحقيقة العلمية في كل متآلف، لكان بذلك يحقق أهم خطوات في طريق تكامل شخصيته؛ أما الباب الثاني، فقد عرضنا فيه لـ"فلسفة الفن والجمال عند فلاسفة اليونان" واستعرضنا فيه نظريات كل من أفلاطون وأرسطو وأفلوطين؛ في حين عرضنا في الباب الثالث لـ"فنون الوسطى وعصر النهضة" وبدأنا بالفن المسيحي، ثم عرضنا للفن الإسلامي، وأنهينا هذا الباب يعرض فنون عصر النهضة؛ أما الباب الرابع والأخير فواضح من عنوانه "فلسفة الفن عند بعض الفلاسفة المحدثين والمعاصرين" إننا اخترنا - بطريقة إنتقائية - بعض الفلاسفة دون غيرهم لعرض نظرياتهم في مجال فلسفة الفن، فقد اخترنا من الفلاسفة المحدثين الفيلسوف الألماني "كانط" وعرضنا نظريته النقدية في الفن، واخترنا من الفلاسفة المعاصرين "كروتشه" و"سارتر" وعرضنا نظرية كل منهما بشيء من التفصيل.