كتاب قصة تطور العلم والنشيد الوطني لمصر بقلم محمد عبد السلام .. مصر جنة الله في أرضه , وكنانته , من أرادها بسوء قصمه الله , وحب الوطن طاعة وعبادة , والموت من أجله شهادة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات دون أرضه فهو شهيد , وما أجمل قول مصطفى الرافعي : بلادي هواها في لساني وفى دمى ويمجدها قلبي ويدعو لها فمي ولا خير فيمن لا يحب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم ويقول مصطفى كامل : لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا ، وكما قال احمد شوقي : وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ويرجع اسم مصر إلى مصرايم بن بنصر بيصر بن حام بن نوح عليه السلام ، وقد ذكرت مصر في القرآن الكريم في ثمانية و عشرين موضعا تصريحا وتلميحا وذكرت كلمة مصر في القران الكريم تصريحا في خمسة مواضع هي : 1- سورة البقرة الآية 61: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وقثائها وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ 2- سورة يونس الآية 87: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 3- سورة يوسف الآية 21: وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ 4- سورة يوسف الآية 99: فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ 5- سورة الزخرف الآية 51: وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ وآيات التلميح لها مواطن كثيرة متفرقة، ومن ذلك قوله تعالى: - (والطور وكتاب مسطور) الطور: ١-٢ - وقوله: (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) المؤمنون: ٢٠ - وقوله تعالى)والتين والزيتون وطور سنين) التين: ٢ وغيرها من الآيات كثير. وأغلب الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر مصر- سواء الواردة بالصريح أو التلميح- تشع بالخير والبركة لهذا البلد الأمين. وكان سيدنا آدم عليه السلام أول من دعا لمصر بالخصب والبركة والخير والرحمة والبر والتقوى فقد قال عبد الله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة و تمزجه الرحمة ، و رأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة و في سفحه أشجار مثمرة فروعها في الجنة تسقى بماء الرحمة ، فدعا في أن يدم في النيل بالبركة ، و دعا في أرض مصر بالرحمة و البر و التقوى ، و بارك على نيلها و جبلها سبع مرات ( السيوطى جزء 1 ، ص 20) . أما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبد الله بن عباس دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه و في ذريته و أسكنه الأرض الطيبة المباركة التي هي أم البلاد و غوث العباد . لكل ما سبق كان لزاما على كل وطني سواء كان بشخصه أو مؤسسته أن يعرف الأجيال الحالية والقادمة بعظمة مصر وتاريخها ، لذلك حرصت على تأليف هذا الكتاب لنشر ثقافة الانتماء والولاء بين الشباب والنشء ، وكانت بداية هذه السلسلة بتعريف قصة تطور العلم والنشيد الوطني لمصر عبر العصور المختلفة وصولا إلى الوقت الحالي .