كتاب مهندس العالم بقلم عماد أبو صالح..
"
"لأنه كان قد بلغ 70 عاما، ولأن قدميه ما عادتا تستطيعان حمله، ولأنه لم يكن يقدر أن يعيش دون أن يلعب بالألوان، فإن هنري ماتيس ثبّت قلم فحم في عصا طويلة، وراح وهو نائم في سريره يرسم، بكل تهور الأطفال، على حيطان الغرفة.
ولأنه لم يعد له أب أو أم أو أخ كبير، فلم يقل له أحد: "ولد يا هنري، سنقص لك أصابعك كفاية، أنت وسخت الحيطان."
أبي، هو الآخر، فنان كبير
أكره قوس قزح.
أخاف منه. أخبئ عيني في المرات النادرة التي يلون فيها وجه السماء. أحمر. أزرق. أخضر. أصفر. برتقالي. بنفسجي.
كنت الطفل الوحيد في العالم الذي يكره قوس قزح.
أبي كان يمسك دائما خيزرانة. لم أره أبدا من دون خيزرانة. كأنها إصبع طويل نابت في يده.
وسيلة التفاهم مع الكلاب، والبهائم، و.... أمي.
تفك ملابسها لتستحم. تقف، بجسمها السمين، في الطشت، وتريني آثار الضربات. أحمر. أزرق. أخضر. أصفر. برتقالي. بنفسجي.
أقواس قزح صغيرة تملأ ظهرها وكتفها
أبي هو الآخر، فنان كبير. يرسم، بعصاه، رسوما ملونة على لحم أمي.
أكره قوس قزح.
أكره الأحمر. الأزرق. الأخضر. الأصفر. البرتقالي. البنفسجي
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.