ليس من سببٍ واحد أدّى إلى «تكوين وضَفْر» هذا الكتاب، ضامًّا بين غلافيه مجموعة القصائد الأربع عشرة، العائدة إلى ثلاث شاعرات؛ اللهم سوى المحافظة عليها من التشتت (وربما التبدد) بين الصحف، والمجلات،
والمواقع التي نُشِرت فيها أوّل مرّة، وفـي أوقات متباعدة وسياقات مختلفة. هذا مبرري الصريح وراء إقدامي على جَمْع تلك القصائد/ النصوص. ربما لا يعثر القارئ على ما يجمع بين عوالم الشاعرات الثلاث، إذا ما اكتفى بقصائدهن المنشورة فـي هذا الكتاب، وربما يجتهدُ فيجدُ قواسم مشتركة. لكنه، وفقًا لشتّى الاحتمالات الممكنة، قد يخلقُ بفعل قراءته الخاصّة موضوعات صغرى تناثرت فـي معظم تلك القصائد؛ عندها نراه يجتهدُ فيعاينها ملمحًا موَحِّدًا لهنَّ.