كتاب نهج البواطن في عمارة المساكن بقلم طارق والي..دأب الإنسان على تطوير فكرة مسكنه عاكساً تأثيرات اجتماعية مختلفة نمت وتطورت مع تطور علاقاته الإجتماعية وتكون العائلة التى أصبحت الحجر الأساسى فى كل مجتمع والمحور الذى تتصل به شبكة العلاقات الإجتماعية فى هذا المجتمع .. كما اختلفت طبيعة تكوين هذه الشبكة ونسبة قوى العلاقات التى تحتويها من مجتمع لآخر ومن فترة زمنية لآخرى فى المجتمع نفسه متأثرة بالتطور الذى يخضع له ذلك المجتمع نتيجة ، منها اعتناقه للأديان والمعتقدات ، ومنها المؤثرات الحضارية التى تحدث نتيجة لتفاعل ذلك المجتمع مع مجتمعات أخرى ذات خلفيات حضارية مختلفة . وقد تطورت حياة الإنسان مع تطور الحضارات ،
وتغيرت وانقلبت ابداعاته الحضارية فى كافة المجالات والميادين حسب انتمائه الثقافى والحضارى ، ولكن ظل المبدأ الأساسى لتشكيل المسكن عنده هو الوصول إلى الأمن والاتزان الداخلى واستمرت عمارة المسكن مع تغير تشكيلاتها تسعى لتحقيق هذه الغاية .
ويهدف المؤلف من هذا الكتاب ليس تحليل القيم التي قامت عليها عمارة المساكن ، ولكن يبحث ويقدم المبدأ الأساسي لتشكيل المسكن مع اختلاف البيئات والثقافات وتداول الحضارات ويرى المؤلف إنه من هذا النهج أبدع الإنسان فكرة الحوش أو الصحن أو الفناء الداخلى كظاهرة معمارية واكبت الحضارة الإنسانية منذ بدايتها وحتى الآن ، وقد لا تكون الحل الوحيد المحقق لهذا النهج الإنسانى ، ولكنها بالتأكيد الحل الأمثل له . ويقدم الكتاب قراءة لهذا النهج ما بين المورث من عمارة السلف وامكانية الصياغة للتجربة والنهج بذات القانون في صورة مختلفة لعمارة اليوم من خلال تصميمات وتجارب معمارية للمؤلف في البحرين تم تنفيذها في ممارسته المعمارية .وعندها حققت فكرة الحوش نهج البواطن فى عمارة المساكن .