رواية أسوار القرية بقلم سامح فايز..ذهبت لأبي فرحًا، أحمل في يدي أوراق التحاقي بالجامعة، أغزل ببسمتي هذا العالم الذي أتمنى أن أحياه، منتظرًا تلك الفرحة التي ينتظرها كل أب، وتحيا لأجلها كل الأسر، في الطريق من المدرسة إلى البيت أخذتني خيالاتي لهذا العالم الذي صنعته بنفسي لنفسي، الجامعة، السلم الذي يأخذك لما تتمنى، العلم، المعرفة، الأكاديمية، إلا أن تلك الخيالات والأمنيات توقفت فجأة، وتحولت بسمتي لغضبة كادت تقتلني. - لن تلتحق بالجامعة!
هكذا قالها الأب، وبقبضة للروح أوشكت أن تقتلني هكذا تلقيتها، وأمي تقف مكتوفة اليد يكاد القلب أن ينفطر من ألمها على رضيعها الذي كبر الآن، وهاهو يطرق بابًا قد يصعد به من هذا العالم المقفر الذي تحياه الأسرة إلى عالم آخر من المفترض أنه أرحم وطرقه للصعود متعددة، ولكن زوجها يرى أن هذا العالم ليس لمثلنا، فالفقراء كما يخبرنا خطباء المساجد يدخلون جنة الآخرة وفقط، وليس من المفترض أن يحلموا بجنة غيرها. حاولت أن أستفسر أكثر فقال الأب إن هذا الأمر ليس لنا، حتى وإن طاوعتك فيما تريد فمن أين لنا بالمال؟ واسترسل الأب واصفًا هذا الحال الذي نحياه والذي لا يوفر لنا سوى قوت اليوم وما تبقى يعيننا على ما يخبّئه لنا الغد