رواية الشطار تأليف محمد شكري .. لا يحتاج محمد شكري إلى الكثير من التفنّن ليحوّل عيشه مشاهد وسيرته رواية. ذاك أنه، وهذه فرادته، لا يرى الكتابة تنسيقاً وتأليفاً بل شهادة. لكن فلنحذر هنا، فالشهادة عنده ليست راية يرفعها انتصاراً لحق يحدث في الخارج. إنها شهادة على الفوضى الجارفة لحياة لا تعي نفسها ولا تسعى إلى خلاصها. ثم إنه، وهذا من فردته، لا يحتاج إلى أن يثير خياله وينشّطه. فهو، رجل، سلك في حياته سبلاً يسلكها "الأبطال" عادة في رواياتهم. لا العالم السفلي وحده، العصي على الأدب إلا بالتهويم، لكن العالم المتجمع كله في بؤرة واحدة: بخيره وشره معاً، بعاليه وسافله، بمجده وانحطاطه... وكما في روايته السابقة "الخبز الحافي"، هو يستعيض بقوة الحياة عن التفنن في الكتابة، وهذا لا يتحصل إلا لمن كان مثل محمد شكري، غائصاً في الحياة متوزعاً فيها، لكن، في الوقت نفسه، يراقبها بعين خفية ساخطة  
رواية الشطار تأليف محمد شكري .. لا يحتاج محمد شكري إلى الكثير من التفنّن ليحوّل عيشه مشاهد وسيرته رواية. ذاك أنه، وهذه فرادته، لا يرى الكتابة تنسيقاً وتأليفاً بل شهادة. لكن فلنحذر هنا، فالشهادة عنده ليست راية يرفعها انتصاراً لحق يحدث في الخارج. إنها شهادة على الفوضى الجارفة لحياة لا تعي نفسها ولا تسعى إلى خلاصها. ثم إنه، وهذا من فردته، لا يحتاج إلى أن يثير خياله وينشّطه. فهو، رجل، سلك في حياته سبلاً يسلكها "الأبطال" عادة في رواياتهم. لا العالم السفلي وحده، العصي على الأدب إلا بالتهويم، لكن العالم المتجمع كله في بؤرة واحدة: بخيره وشره معاً، بعاليه وسافله، بمجده وانحطاطه... وكما في روايته السابقة "الخبز الحافي"، هو يستعيض بقوة الحياة عن التفنن في الكتابة، وهذا لا يتحصل إلا لمن كان مثل محمد شكري، غائصاً في الحياة متوزعاً فيها، لكن، في الوقت نفسه، يراقبها بعين خفية ساخطة  
ولد محمد شكري في سنة 1935 م في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب. عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة1942 م. وصل شكري إلى مدينة طنجة ولم يكن يتكلم بعد العربية، عملَ كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة. انتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكن هذا الشاب الأمازيغي سرعان ما عاد لوحده إلى طنجة. لم يتعلم شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين. ففي سنة 1955 م قرر الرحيل بعيدًا عن العالم السفلي وواقع التسكع والتهريب والسجون الذي كان غارقًا فيه ودخل المدرسة في مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم. في سنة 1966م نُشِرَت قصته الأولى العنف على الشاطئ في مجلة الأداب اللبنانية. حصل شكري على التقاعد النسبي و تفرغ تمامًا للكتابة الأدبية. توالت بعد ذالك كتاباته في الظهور. اشتغل محمد شكري في المجال الإذاعي من خلال برامج ثقافية كان يعدها و يقدمها في إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي 1) في طنجة. عاش شكري في طنجة لمدة طويلة ولم يفارقها إلا لفترات زمنية قصيرة
ولد محمد شكري في سنة 1935 م في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب. عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة1942 م. وصل شكري إلى مدينة طنجة ولم يكن يتكلم بعد العربية، عملَ كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة. انتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكن هذا الشاب الأمازيغي سرعان ما عاد لوحده إلى طنجة. لم يتعلم شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين. ففي سنة 1955 م قرر الرحيل بعيدًا عن العالم السفلي وواقع التسكع والتهريب والسجون الذي كان غارقًا فيه ودخل المدرسة في مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم. في سنة 1966م نُشِرَت قصته الأولى العنف على الشاطئ في مجلة الأداب اللبنانية. حصل شكري على التقاعد النسبي و تفرغ تمامًا للكتابة الأدبية. توالت بعد ذالك كتاباته في الظهور. اشتغل محمد شكري في المجال الإذاعي من خلال برامج ثقافية كان يعدها و يقدمها في إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي 1) في طنجة. عاش شكري في طنجة لمدة طويلة ولم يفارقها إلا لفترات زمنية قصيرة

2022-07-23