رواية المعراج بقلم خالد الكندي .. تدور أحداث الرواية حول قيام علماء من وكالة ناسا الفضائية بقيادة عالم مصري يدعي منصور البوني بالتغلب علي تحديات السفر عبر الزمن فقد استطاعوا صنع سفينة فضائية ، تعمل بمحركات نووية ، وتسير بسرعات عالية جدا ، وقاموا بتثبيت مشغل ألكوبير علي جسم السفينة لتحويل كتلة سفينة الفضاء إلى الكتلة الصفرية او السالبة ، لكى تسير بسرعة تفوق سرعة الضوء و تمكنوا من رصد ثقب دودي وهو يبعد عن الأرض حوالي 3000 سنة ضوئية ، وقاموا بالمرور في هذا الثقب الدودي المتعرج وتمدد بهم الزمن اكبر من اي تمدد اخر حدث للزمن ، وقام فريق من الأطباء باستبدال دمهم بمحلول ملحي بارد لكي يتحملوا السرعات العالية وبعد ذلك يتم ضخ الدم اوتوماتيكيا حين يصل جسمهم إلي الثبوت مرة أخري . وحينما أفاقوا وجد الزمن مر عليهم 800 عام وهم لم يشعروا بشئ ، ووجدوا انفسهم محاطين بمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية مزروعة شجر الزينة فقط ، ووجدوا انفسهم داخل مدينة جميلة كأنها مصنوعة من الكريستال فالمدينة كلها زجاجية والمباني ذات أربعة وخمسة طوابق بحد أقصى ولم يصادفوا ناطحات السحاب مطلقا ولا الأبراج العالية ولا التكدس السكاني الشديد، ، ودار في عقولهم العديد من الأسئلة، هل قل عدد السكان؟! هل تقلصت البشرية واستغنت عن ناطحات السحاب والأبراج العالية؟! أم تمددت بهم الكرة الأرضية؟! أم انفتحوا على كواكب وعوالم أخرى غير كوكب الأرض هاجر إليها البشر؟! ووجدوا اشياء غريبه صادفتهم في هذه المدينة فلم يجدوا طرق تسير عليها السيارات سواء كانت ممهدة أو غير ممهدة ، فالسيارات تسير في السماء وبسرعات عالية جدا ، ووجدوا الشمس ساطعة طول اليوم لا تغرب نهائيا ، ولم يجدوا أي أثر للمصابيح الكهربائية تزين الشوارع أو شرفات المنازل ولم يصادفوا الظلام مطلقا . وتم القبض عليهم من قبل قوم ملقبين بالاعيان واقتادوهم الي قائد القطاع ووجدوا اشياء غريبه فالبشر في المستقبل لا يأكلون ولا يشربون ، ويستخدمون شجر الخضر والفاكهة في الزينة ، والمياه في الري فقط والأهم من ذلك أنهم كلهم متشابهون من حيث كلهم بشرتهم بيضاء طوال القامة وذو شعر ملون وعيون ملونة ، وعندما قام رئيس القطاع بمصافحتهم وجدوا ملمس يده كملمس السيلكون أو المطاط . وشرح لهم رئيس القطاع كيف استطاعوا صنع شمس صناعية بدل من الطبيعية واستطاعوا حجب أشعة الشمس الطبيعة من الوصول إليهم ، وان السيارات تسير في السماء وبسرعات عالية ، وشرح لهم أنهم يعيشون في المنازل الواسعة ذات أربعة وخمسة طوابق وأنهم يلقبوا بالاعيان وهناك في الجانب الآخر يعيش المتسولين وهم الفقراء وتم عزلهم في قطاعات خاصة بهم وتم السماح لهم ببناء ناطحات السحاب والابراج العالية بسبب التكدس السكاني الشديد . وشرح لهم رئيس القطاع كيف أنهم لا يأكلون ولا يشربون وأنهم ذات بشرة بيضاء وشعر وعيون ملونة وكلهم عرق واحد وأن أجسادهم مصنوعة من المطاط . برر ذلك بأنهم بشر مثلنا ولكن أجسادهم مصنوعة من مادة مطاطية مقاربة للسيلكون ، وانهم استطعنا القضاء على جميع الأمراض التي ليس لها علاج مطلقا ، ولكن ليس عن طريق إيجاد علاج لها ، ولكن استطاعوا صنع جسد مصنوع من مادة مقاربة للسيلكون ، وتم نقل أرواحهم داخل هذه الأجساد المطاطية ، وهذه الأجساد لا تمرض . لم يصدق ولم يقتنع السيد منصور بهذا الكلام مطلقا ، قال الله سبحانه وتعالى : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)﴾ (سورة الإسراء) . الروح لا يعلم طبيعتها الا الله سبحانه وتعالي فنحن مسلمين موحدين بالله ونشهد ونعترف عن ثقة ويقين بأن الروح شيء معنوي وليس مادى ولا يعرف ولن يعرف ماهيتها أحد إلا الله سبحانه وتعالي وهذا اعجاز الاهي في القران الكريم فالروح خلق من أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالي ، شرفها الله وكرمها غاية التشريف والتكريم . تتطور أحداث الرواية ويلمح السيد منصور البوني صدفة أحد العمال وهو يروي الأرض الزراعية ويرتدي نظارة طبية وملابس رثة ويتناول ثمرة تفاح ويختفي سريعا . ويستمر بالبحث عن هذا العامل إلي أن يجده ويعلم منه أنه يعرف أسمائهم كلهم ويعرف اسماء رؤسائهم في العمل الذين لم يحضروا معهم ويعرف كل شيئ عنهم ويعلم بقدومهم ويتفاجئ بأنه عالم فيزيائي ويعلمه أن الأعيان ليسوا بشر ، ويفاجئهم أحد الحراس ويختفي هذا العالم سريعا . يصاب السيد منصور بالتخبط والذهول ويتساءل كيف يعرف هذا العامل اسم السيد مارك والسيد ليام والسيد ماسون رؤسائنا في العمل ، ونحن لم نتحدث عنهم مع أحد ولم نتشارك سيرتهم منذ قدومنا، كيف يعرف عنا كل هذا هل هو دجال واستطاع أن يعرف بعضًا من أسرارنا عن طريق قرنائنا، أم ماذا، إن هذا الرجل لهو لغز كبير، ومن هؤلاء القوم الذين نتعامل معهم، إن هذا العامل يأكل ويشرب مثلنا والأعيان لا يأكلون ولا يشربون إذن من يكونوا ؟! أنا أخمن أن يكونوا آلات أو ربوت ولكن هذا العامل نفى أن يكونوا روبوت، إذًا، من يكونوا؟ ومع من نتعامل؟ هل يعقل أن يكونوا كائنات فضائية قادمين من كوكب آخر؟! هل هم كائنات فضائية واحتلت الأرض؟! حتى وإن كانوا كائنات فضائية، أيعقل أن تكون الكائنات الفضائية لا تأكل؟! لا، أي كائن حي على وجه الأرض يأكل ويشرب لكي يعيش، أصبحت غير قادر على التفكير وغير قادر على فهم أي شيء، إنني أمام لغز كبير ولا بد من حله . ويستمر السيد منصور في البحث عن الحقيقة وحل اللغز ولاكن الوقت يداهمه ويتم إجراء هذه العمليات المشبوهة علي زملائه واحدا تلو الآخر . ويضطر السيد منصور لقتل زملائه وحرق جثثهم رغم أنه مسلم وديننا يحرم حرق جثث الموتى تكريما وتشريفا للميت . ويستطيع السيد منصور في اخر الرواية بالرجوع إلى زمانه بعد مروره بالعديد من الأحداث المروعة وبعد جلب العديد من اسرار التكنولوجيا والتقدم العلمي والطبي ، وبعد معرفة من هم الأعيان وكيف أنهم لا يأكلون ولا يشربون وكيف استطاعوا تحويل شجر الزينة الي دماء ، ولماذا يربون الماشية ويصطادون الأسماك وهم لا يأكلون ولا يشربون. وبعد مرور شهور من رجوعه يستطيع الاعيان السفر عبر الزمن والقدوم إلينا ويستطيعوا إجراء العملية المشبوهة علي السيد منصور وجعله واحد منهم ويبدأوا في تطبيق هذه العمليات المشبوهة علي باقي البشر . رواية مليئة بالاحداث المثيرة والمشوقة ، رواية تخاطب العقل وتتحدي العلم ، رواية مليئة بالمغامرة والإثارة .