رواية ساكنو الحديقة للمؤلف عبد الحميد بشارة "علي رءوس الجبال ، وفي السھول الفضاء، والمغارات المنسیة ، والبیوت المھملة ، والأعماق البعیدة ، والقبور الصامتة .. تركوا لكم الحیاة وسكنوا تلك الخرائب البعیدة ولم یكدروا علیكم عیشكم فلا تؤذونھم ، ومن آذاھم فعلیه طلب الصفح أو انتظار الثأر ، ومن یطیق ثأرھم!. فالجنود والخدام كثیرون .
. ھل تعرفون عدد الكواكب والنجوم؟ نحن نعرف، وھم أكثر منھم، منتشرون في الأعماق والآفاق، حولكم في كل مكان، لكن البصائر عمیت، والقلوب تحجرت، لكنھم لا یتركون ثأرھم، ولا من نال من ھیبتھم الأزلیة فلا تُجھدوا أنفسكم، ولا تسعوا بتعب الروح للترقي بین الطبقات، فالإنتقال اختیار، ولیس لأي اعتبار، یدنون من فیه الطاعة ، من یثقون بقلبه وإرادته أنه سیخدم بطاقته ، ویدافع عنھم بشوكته. والتمرد عقوبته وخیمة .. من یستطیع السباحة في الدم ، أن یرى براءة الأطفال تُھدر على ثدي الأمھات من الجوع ، أن یرى عزم الشباب یُذبح في الطرقات ، أن یرى جلال الشیوخ یُھان ، أن تنفثيء عفة النساء في بیوت القسوة ، أن یعیش لیل سرمدي بلا نجم أو قمر في الغرفات الرطبة .. السادة لا یقبلون بالتمرد".