كتاب الفخ بقلم أحمد عودة ... عشرون عامًا وأكثر هي المدّة الفاصلة بين كتابةِ هذه القصص ونشرها ضمن منشورات وزارة الثّقافة الأردنيّة في طبعتها الأولى عام 1996م؛ لكنَّ القارئَ لهذه المجموعة لن يشعرَ بفروقات الزّمن هذهِ في العصر الحديث، لأنَّ قلمَ الأديب تفاعلَ مع الإنسان من الدّاخل أكثرَ منه في الخارج، حتّى إذا أذابه في محيطهِ الخاص كان شكلُ الذّوبان هذا ذوبانًا عامًّا؛ يصلحُ أن نستنسخَ منه حدثًا وزمنًا مطابِقينِ له في الواقع الحالي والزّمن الآنيّ. ولعلَّ هذا أكثر ما يمتازُ به قلمُ الأديب الرّاحل «أحمد عودة»، أي استشراف الآتي وتسليط الضّوء على ما قد يحدث لا ما يحدثُ وحدث؛ لذا أفردَ للصّراعات النّفسيّة مساحةً كبيرةً في النصّ الواحد مكّنته مِن تناولِ يدِ القارئ ووضعها على موضع الألم والتخبّط في جسدِ أو روحِ أبطال قصصه؛ فالبطلُ الّذي قرَّرَ_على سبيل المثال_ أن يبيعَ أعضاءه في النّهايةِ ينتمي بظروفهِ ومحيطهِ وصراعاته لمجتمع الألفيّة الجديدة أكثر من انتمائِه لحقبةِ وتزامنيّة النّص السّبعينيّ. ربّما لأنَّ النّصَّ المسبوك ببراعةٍ لا يشيخ؛ على النّقيضِ من مُمثّلِهِ في القصّة الواحدة، حتّى إذا جنحَ للعزلةِ تجمّدَ عند نقطةِ النّهايةِ؛ كما حدث مع إحدى الشّخصيّات الّتي تفاجأت بقطارِ العمر يقلّها رغمًا عنها إلى محطّة لطالما تجاهلت وجودَها في رحلةِ العمر القصيرة. أمَّا ما يتعلّق بفضاء النّصوص بشكل عام فقد جاء على كلمةِ الغلاف ضمن طبعة المجموعة الأولى ما يختصر الكثير من النّقد والتّشريح حيث وردَ حرفيًّا: «تنتظمُ هذه القصص في خيط ثيميّ متقارب يتمثّل في إبراز السّلبي في الشّخصية الإنسانيّة بهدف إدانته؛ وتبدو خبرةُ المؤلّف عاليةً في قدرته على نمذجةِ شخصيّاته القصصيّة ضمن بناء فنيّ متماسك؛ يجعلُ لشخصياته حضورًا من لحم ودم خاصّة حين يكون هذا الحضور سلبيًّا. وكذلك في محاولته لبناء أنساق لغويّة تعطي قصصه نكهةً مميّزة؛ من خلال التّشبيهات الغريبة الّتي يوردها في جُملهِ، أو في طريقةِ وصف الحدث، وصف السّلوك، وصف الشّخصية الفنيّة». مظهر عاصف
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.