كتاب المعقول واللامعقول في الأدب الحديث

كتاب المعقول واللامعقول في الأدب الحديث

تأليف : كولن ولسون

النوعية : الفلسفة والمنطق

حفظ تقييم
كتاب المعقول واللامعقول في الأدب الحديث بقلم كولن ولسون..إن الخيال لدى كل كاتب يملك خيالاً لا مركزاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهومه للقيم-أي بفكرته عن معنى وغاية الوجود البشري. والكتاب الذي نقلب صفحاته يضم بحثاً يسعى المؤلف من خلاله إلى وضع مقاييس معينة للقيمة في الفن والأدب، مقاييس قد يكون لها مضمون أوسع من مضمون القيم المرتجلة التي يعطينا إياها (النقد الأدبي) الذي يتبع الطراز السائر وذلك من خلال البحث في ماهية الخيال وكيفية عمله.


ينطلق المؤلف في جولة فكرية أدبية في محاولة لانتقاء نماذج روائية شكلت خطاً مميزاً في الحركة الأدبية المعاصرة وذلك بغية قراءتها ضمن رؤية نقدية تنزع إلى وضع علامات جديدة على خطى النقد الأدبي المعاصر. وقد جاء البحث ضمن فصول تناول الفصل الأول منها النزعة الواقعية في الادب المعاصر وذلك من خلال كتّاب أربعة: لافكرافت، يتس، أوسكار وايلد، وسترندبرغ وهؤلاء الكتاب مثلوا مواقف مختلفة نحو (العالم الواقعي) حاول الباحث الكشف عن مدلولاتها من خلال رؤية اجتماعية فلسفية نقدية. وفي الفصل الثاني بحث الكاتب في ذلك النوع من التخيل الذي يحاول أن يتبع طريقة أشد تعقيداً من أجل إبعاد الواقع-نوع يلوح أنه يقبل العالم باعتباره واجهته ولكنه يحاول بهذا أن يتجنب تهمة الانهزامية وقد كان قد وقع اختيار الباحث في هذا الفصل على سبعة أدباء: امبل زولا، ناثافيل وريست، وليم فوكنر، ايفلين ود، غراهام كرين، جان بول سارتر، روب غربيه همنغواي، بالإضافة إلى الأديبة ناتالي ساروث، مختاراً للفصل الذي تناول فيه النزعة التشاؤمية أعمال كل من أندرييف، بيكت، وتطرق الباحث بعد ذلك إلى تلمس النزعة العلمية في الأدب من خلال أعمال كل من ويلز، زامباتين، لافكرافت، لبيل. ملقياً الضوء من ثم على العلاقة بين الشر والخيال في سبيل استبانة طبيعة التخيل وذلك من خلال أعمال كل من: هوفمن، غوغول، بلاكوود، اكواتاكوا، لوفانو، جيمس، تولكين، الرواية القوطية ودوساد، وفي مجال النزعة الجنسية في الأعمال الأدبية وضح الباحث علاقة الجنس بالتخيل وذلك على ضوء أعمال أدبية لكل من: موباسان، فيده كند، أرتسيباشيف، د.هـ. لورنس. والباحث من خلال جولته تلك يحاول التأكيد على أن الخيال لا يعمل في الفراغ، وإنما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدوافع السيكولوجية وبمشاكل الكتاب الفردية. وفي بعض الأحيان تكون هذه المشاكل شخصية تماماً، ليس لها مغزى عام. ولكن ماذا عن المشاكل المعبر عنها بكلمات مثل (الحرية) و(النشوء) وما هي علاقتها بالخيال؟ هذا ما حاول المؤلف بحثه لاحقاً في بقية فصول كتابه.