كتاب مصادر نقد القصة القصيرة والرواية في العراق ، وثائق وبيبلوغرافيا

تأليف : الدكتور كريم الوائلي

النوعية : الأدب

كتاب مصادر نقد القصة القصيرة والرواية في العراق ، وثائق وبيبلوغرافيا  بقلم الدكتور كريم الوائلي ... لا ريب أن الحركة الأدبية الحديثة في العراق حافلة ومتشعبة من جهتي الإبداع والتأصيل النقدي، سواء أكان هذا في الشعر وما أثاره من حركة نقدية، أم في الأنواع الأدبية الأخرى، وما تركته من تصورات نقدية، فلقد عرف العراق القصة القصيرة والرواية منذ مطلع القرن العشرين، وأسهم أدباء العراق في إبداع هذين النوعين الأدبيين، كما قد أسهموا في الوقت نفسه في إبداء آرائهم وتصوراتهم النقدية حولهما، وتمخضت عن هذا كله حركة نقدية تجاذبتها تصورات وآراء ومواقف متعددة، وكلها تدور حول القصة ـ قصيرة أو رواية ـ بوصفها إبداعا أدبيا جديدا . وإذا كان النشاط النقدي يمثل واحدا من أوجه الوعي فإن تسليط الأضواء عليه إنما يعني ـ في أحد أبعاده ـ كشفا عن حركة الثقافة واتجاهاتها من ناحية، وكشفا عن مدى التطور في أنساق الفكر من ناحية أخرى، هذا فضلا عن القيم الفنية والمعرفية التي يشتمل عليها. ويعنى هذا الكتاب بتسليط الأضواء على ما أثارته القصة القصيرة والرواية من أوجه النشاط النقدي في العراق، وهو ينقسم إلى قسمين: أولها : وثائقي : يعرض نصوصا نقدية لها أهميتها وقيمتها التاريخية والفنية والمعرفية في مرحلة زمنية تمتد منذ مطلع القرن العشرين، وتتوقف في نهاية سنة 1967 . وثانيهما : بيبلوغرافي : يرصد النشاط النقدي الذي أثاره النوعان الأدبيان ـ القصة القصيرة والرواية ـ في مظانه الأساسية في الكتب والصحف والمجلات في المرحلة الزمنية آنفة الذكر . وكان توقفنا عند نهاية سنة 1967 ـ وثائقيا وبيبلوغرافيا ـ يرجع إلى أن هذه المرحلة الزمنية التي تزيد على نصف قرن تمثل مرحلة دقيقة من مراحل النشاط النقدي في العراق، اتسمت بخصائص وميزات، واشتملت على مواقف نقدية متغايرة، ولدت، وتبلورت، وتكاملت، في هذه المرحلة، وفي ظني أن الحركة النقدية بعد سنة 1967 أخذت طابعا له خصائص أخرى، لسنا بصدد التعرض لها الآن. الوثائق وتتجلى أهمية الوثيقة النقدية لأنها تكشف عن التصورات النقدية في ضوء سياقاتها التاريخية من ناحية، ولأنها تنطوي على قيمة معرفية وفنية من ناحية ثانية، ولأنها تكشف عن مدى التطور في أنساق الفكر في مرحلة تاريخية معينة من ناحية ثالثة . وكان اختيارنا للوثائق النقدية يخضع لمجموعة من الضوابط والأبعاد وهي : أولاً : ضرورة التعبير عن مدى التطور النقدي في العراق في المرحلة التاريخية التي تمتد من مطلع القرن العشرين وتتوقف عند نهاية سنة 1967، فلقد تتابعت في هذه المرحلة تطورات عديدة على مستويات مختلفة، سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ولقد تأثر النشاط النقدي بأسره بهذه المتغيرات، وانعكست آثارها بشكل أو بآخر على الأدباء والنقاد وعلى نتاجاتهم الفنية والفكرية . ثانياً : ضرورة الكشف عن المواقف النقدية والاتجاهات الأدبية المختلفة، ونستطيع القول إن نقد القصة في العراق مر بثلاث مراحل أساسية هي : أ ـ مرحلة محافظة : يُغلّب فيها الناقد الموضوع على الذات، ويجعل العقل متحكما في مجمل النشاط النقدي وقضاياه الأساسية، وقد تجلت هذه المرحلة في مطلع القرن العشرين. ب ـ مرحلة ذاتية « رومانسية » : يُغلّب فيها الناقد الذات على الموضوع، ويجعل الخصائص الذاتية متحكمة في تحديد طبيعة القصة وبنائها وأداتها، وقد أخذت ملامح هذه المرحلة تتضح بعد الحرب العالمية الثانية. ج ـ مرحلة حاولت التوفيق بين الذات والموضوع مع اختلاف كيفي في نوعية التوفيق، وقد تزامنت في هذه المرحلة مواقف نقدية متعددة وهي : الوجودية، والواقعية النقدية، والواقعية الاشتراكية . وقد تجلت ملامح هذه المواقف في الخمسينات حتى سنة 1967 . ثالثا : ضرورة التعبير عن أبرز القضايا الفنية، ولست بصدد الحديث الشامل عنها، قدر ما أريد تأكيد قضية شغلت الناقد العراقي كثيرا، وهي « التشكيل اللغوي » من جهتي السرد بعامة والحوار بخاصة، وكانت مشكلة الحوار بين العامية والفصحى واحدة من أبرز القضايا التي واجهت الناقد الأدبي ومحاولته تجاوزها عبر لغة قصصية . وإذا كانت الأبعاد السابقة قد أسهمت في تحديد أساسي لنوع الوثائق التي ينطوي عليها هذه الكتاب فإنه من الجدير بالذكر تأكيد دور مبدعي القصة وإسهاماتهم النقدية في هذا المجال ابتداء من جيل الرواد وانتهاء بجيل الستينات، وهم على سبيل المثال لا الحصر محمود أحمد السيد، وذو النون أيوب، وجعفر الخليلي، وفؤاد التكرلي، وغائب طعمة فرمان، وعبد الرحمن الربيعي، فلقد كان لمبدعي القصة هؤلاء ـ وغيرهم ـ إسهاماتهم النقدية التي تزامنت مع إبداع القصة وعبّرت عن المشكلات التي تعانيها الحركة الأدبية إبداعا ونقدا . ومن اللافت للانتباه أن شعراء عراقيين مبدعين أسهموا بشكل فاعل في حركة الشعر الحديث ـ إبداعا ونقدا ـ في العراق والوطن العربي، كانت لهم إسهاماتهم النقدية في ميدان القصة، ويعد هذا أمرا مجهولا لدى العديد من المعنيين بالحركة الثقافية والأدبية، فلقد كان لبدر شاكر السياب، ونازك الملائكه، وبلند الحيدري، إسهاماتهم في نقد القصة، مما يضفي أهمية خاصة على طبيعة نقد القصة، ومدى تأثره بأدوات نقدية خاصة بالشعر . إن هذه الأبعاد كانت نصب أعيننا ونحن في سياق اختيار الوثائق النقدية لتعبر عن هذه المعطيات، ولتقدم صورة عن طبيعة نقد القصة في العراق . ولذلك عمدنا إلى عرض الوثائق النقدية مرتبة ترتيبا تاريخيا بحسب نشرها في الصحف والمجلات . ولم نشأ أن نثقل هذا العرض الوثائقي بنصوص مستقاة من كتب نقدية في المرحلة الزمنية التي نعنى بها، إيمانا منا بإمكانية الاطلاع عليها مادامت هي في متناول الأيدي، على الرغم من أن بعض مؤلفيها لهم دورهم النقدي المعروف تاريخيا وفنيا مثل جعفر الخليلي في كتابه « القصة العراقية قديما وحديثا » وعبد القادر حسن أمين في كتابه « القصص في الأدب العراقي الحديث » وعلي جواد الطاهر في كتابه « في القصص العراقي المعاصر »، كما لم نشأ التدخل في الوثائق النقدية إلا تصحيح ما رأيناه خطأ مطبعيا . آمل أن يكون اختياري موفقا لهذه النصوص النقدية وآمل أن يقدم صورة تامة عن طبيعة الحركة النقدية في العراق من حيث مواقفها ومشكلاتها وقضاياها الفنية . البيبلوغرافيا ترصد « بيبلوغرافيا نقد القصة في العراق » كل ما نشر من أنشطة نقدية أثارتها القصة القصيرة والرواية ـ في المرحلة الزمنية الممتدة من مطلع القرن العشرين حتى نهاية سنة 1967، ورأيت أن أقسم العمل البيبلوغرافي إلى قسمين : القسم الأول : بيبلوغرافيا نقد القصة القصيرة، ويشتمل على : 1 ـ نقد القصة القصيرة « النقد النظري » . 2 ـ نقد القصة العراقية القصيرة . 3 ـ نقد القصة العربية القصيرة . 4 ـ نقد القصة الأجنبية القصيرة . القسم الثاني : بيبلوغرافيا نقد الراوية، ويشتمل على : 1 ـ نقد الرواية « النقد النظري » 2 ـ نقد الرواية العراقية . 3 ـ نقد الرواية العربية . 4 ـ نقد الرواية الأجنبية . إن الأساس الذي اعتمدته البيبلوغرافيا هو الدوريات العراقية من الصحف والمجلات، ولكنها لم تقتصر عليها دون غيرها، بل تجاوزتها إلى دوريات عربية كالآداب والأديب والعلوم وغيرها . ولم يقتصر العمل البيبلوغرافي على المقالات المنشورة في الصحف والمجلات، بل عمدت إلى تناول المقالات المنشورة في الكتب، وكذلك مقدمات القصص والروايات، ورأيت تقديم هذه المقدمات والمقالات بقسميه اللذين أشرت إليهما سالفا . ورتب العمل البيبلوغرافي على أساس تاريخي يرتب فيه المقال، واسم كاتبه، والدورية ـ جريدة أو مجلة ـ، وعددها، وتاريخها، والسنة . وقد وضعت فهرسا للأعلام رتبته ترتيبا هجائيا، وبجنب كل علم أرقام المقالات العائدة إليه، كي يتسنى للباحث والقارئ معرفة الكتاب الذين الذي أسهموا في النشاط النقدي في العراق . ووجدت من الفائدة عمل فهرس للصحف والمجلات الواردة في البيبلوغرافيا، مع الإشارة إلى أرقام المقالات التي وردت فيها، ليرى الباحث والقارئ الصحف والمجلات التي ساهمت بنصيب أو في من الاهتمام النقدي دون غيرها، ورأيت من الفائدة أيضا الإشارة إلى كل جريدة أو مجلة ان كانت عراقية أو غير عراقية « لبنانية أو مصرية أو غيرها » ليتمكن القارئ من معرفة الدوريات العربية التي كان النقاد العراقيون ينشرون مقالاتهم فيها، وما هي المنابع النقدية التي كانت ترفد العراق بكتابات أبنائه. ويحدث أن ينشر كاتب مقالا في جريدة أو مجلة ثم يعيد نشره في دورية أخرى في فترة زمنية أخرى، أو أن ينشر مقالا أو مقالات عديدة في جريدة أو مجلة ثم يعيد نشرها في كتاب، ورأيت من الفائدة الإشارة إلى ذلك في الهامش لتنبيه القارئ فيما إذا أضاف الكاتب شيئا إلى مقاله أو حذف منه أو تركه دون تغير، وفي حالة نشر مقال في دورية ثم إعادة نشره في دورية أخرى أو في كتاب أثبت النشر السابق وأشير بالهامش إلى الدورية الأخرى أو الكتاب بالتفصيل دون ذكرها من أصل البيبلوغرافيا منعا من التكرار . ومن الأمور التي ينبغي التنبيه إليها أن الدوريات العراقية كانت تعاني من مشكلات عديدة منها ضياع أعداد منها، وان قسما ـ وان كان قليلا ـ ملك لأشخاص، وما يزال بعضها متناثرا في مكتبات عامة، ويتعذر الحصول على بعض أعدادها، كما أن قسما منها مفقود بسبب الإهمال أو غيره ولقد بذلت قصارى جهدي من أجل متابعة الصحف والمجلات، وحاولت جهدي أن يكون هذا العمل أقرب إلى الكمال . وأود أن انبه إلى الكمية الضخمة في الدوريات العراقية التي يصدر بعضها لفترات قصيرة ثم تتوقف ليصدر بعضها بأسماء جديدة، وكان قسم منها يغلق لأسباب سياسية بفعل مواقفها أو بسبب الاضطرابات السياسية المتلاحقة في العراق، ونستطيع تلمس هذا في الأقل على صعيد الكم من خلال «كشاف الجرائد والمجلات العراقية » فهو يعطي صورة واضحة لهذا الكم الذي رصدت فيه صاحبته الصحف والمجلات العراقية، ذاكرة اسم الجريدة أو المجلة ومحررها وتاريخ صدروها ومكان وجودها إن كانت موجودة، ويقع هذا الكشاف في مجلد كبير . ومن الجدير بالذكر والإشادة أن أشير إلى أن الصديق الدكتور عباس توفيق كان قد أعد عملا بيبلوغرافيا للنقد الأدبي في العراق يبدأ من سنة 1920 ويتوقف عند « 14 تموز ـ 1958 » وقد أعطاني متفضلا ومشكورا ـ فيما يخص موضوعنا ـ نسخة خطية من عمله هذا الذي رتب فيه المقالات النقدية تحت أسماء أعلامها، دون تخصيص لطبيعة هذه المقالات فيما إذا كانت مخصصة لنقد القصة القصيرة أو لنقد الرواية، سواء أكانت عراقية أم عربية أم أجنبية وعلى الرغم من ان عملنا يسبق عمله ويتجاوزه زمنيا فإننا قد استدركنا علية مجموعة من المقالات النقدية قد فاته حصرها في المرحلة الزمنية التي عني بها، وقد أشرنا إلى أرقامها في آخر فهرس الأعلام من هذا الكتاب . آمل أن يقدم هذا الكتاب بشقيه الوثائقي والبيبلوغرافي صورة عن طبيعة الحركة النقدية في العراق وأن يسهم في الكشف عن معطياتها وخصائصها، وأن يسهم في تسهيل مهمة الباحثين والدارسين .. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

شارك الكتاب مع اصدقائك