كتاب ميني فيلوسوفي  بقلم ماهر عبد المحسن ... في سياق مشروعنا الطموح، الساعي لتقديم الحكمة الفلسفية في لغة أدبية بسيطة بعيدة عن التعقيد، ومن خلال مقالات قصيرة ال يشوبها عيب الإطالة، يأتي هذا الكتاب. لهذا السبب كان اختيارنا لعنوان "ميني فيلوسوفي"، لأنه يعبر عن رؤيتنا للفلسفة عندما تتصدى لمشكلات الحياة اليومية، وتخاطب القارئ العام غير المتخصص، كما أنه يعد بمثابة الاستكمال لكتاب آخر أطلقنا عليه "ميكروصوفيا"، وكان معنيا بالحكمة الفلسفية كما تم التعبير عنها من خلال كلمات قليلة أقرب للأقوال المأثورة منها إلى المقالات القصيرة. وإذا كان العنوان "ميكروصوفيا" Sophia Micro من تأليفنا الخالص، فإن المصطلح "ميني فيلوسوفي" philosophy Mini لم يكن كذلك، لأننا اكتشفنا بعد نحتنا للمصطلح أنه كان عنوانا لكتاب أجنبي سبقنا إلى النشر، عام ٢٠٢١م، من تأليف جوني طومسون Thomson Joony وكان يدور حول بعض الأفكار الفلسفية التقليدية وربطها بالحياة المعاصرة. وبالنسبة لمضمون كتابنا فإنه يختلف عن النسخة الأجنبية في كل شيء عدا العنوان، وكونه يعمل على ربط الفلسفة بالحياة اليومية بلغة بسيطة، كما أن طومسون كان حريصا على أن يقدم كتابا في الفلسفة يتناول فيه أفكارا ذائعة لدي فلاسفة مشهورين مثل سقراط وكانط وسارتر بهدف تقريبها من أفهام العامة وحفزهم على قراءة الأعمال الأصلية الكبرى لهؤلاء الفلاسفة. ومن هنا جاء الكتاب في خدمة الفلسفة، خاصة أنه احتفظ بالروح الأكاديمية بالرغم من أن لغته لم تكن كذلك. وعلى العكس من ذلك جاء كتابنا متخلصا من الروح الأكاديمية تماما، وعمد إلى أن تكون التجربة الذاتية هي الأساس، ومن ثم لم يكن التعويل غالبا على أفكار فلسفية محددة أو أسماء لفلاسفة ذات ثقل في تاريخ الفلسفة، ألن التجربة الحية ال الفلسفة كانت هي هدفنا، وكانت الفلسفة هي الأداة النظرية لفهم وتفسير ظواهر الحياة اليومية .