هذه الشجرة لها غصن أخضر في قلبه، بل في روحه ووجدانه وذاكرته. وقف يتأمل قامتها الممشوقة. طالما تفيأ مع ريحانة ظلالها وهما يتعانقان ألفة ومحبة، وطالما جلسا في الشرفة يطلان عليها وتطل عليهما، وتطل على السهول والجبال والنسيم وحركة الحياة. طالما كانت شاهدة على دقات قلب ورعشات عشق، وزقزقة أحاسيس ومشاعر.
تأملها وقد استعادت ألقها بعد أن لوت العاصفة بقسوة جذعها وأغصانها. لكنها لم تتكمن من اقتلاعها، فجذورها تضرب عميقاً على امتداد مشرق ومغرب. تاريخها تاريخ عائلة مغربية عميدها سي المبارك.
مشى على طريق ابن بطوطة، وعاش ولم يسأم العيش.
طالما تحدثت ريحانة عن سي المبارك الذي سحرته بلاد الشام وفلسطين والقدس، فاندمج في صخب الحياة وهدوئها وجماليات أمكنتها وناسها وحكاياتها وأساطيرها. ستكون هذه الشجرة مصاحبة لحكايته مع الريحانة، وسيكون مغرب العرب ومشرقهم متصلين في الحكاية بتدفق وبلا انقطاع.. المبارك رجل وفكرة، وربما هو رمز المصير الواحد للأمة.