رواية ساعي البريد لا يعرف العنوان بقلم محمد سعيد احجيوج ....”اختفت جثة إيزل كما تبخر عدنان من قبل وكل ما يهمك الإسباني القتيل. دع العميل الإسباني جانبا وقل لي أين اختفت إيزل. لكنك تريدني أن أبدأ، مرة أخرى، من البداية، وأكتب كل التفاصيل. حسنا: خلود العمراني هو اسمي، أبتعد حثيثا عن الثلاثين نحو سجن الأربعين، مطلقة أو ربما ليس
بعد، وكل ما سيأتي محض أكاذيب. جهز لي ما يكفي من أوراق وأقلام واقرأ إن كنت قارئا.“* * *تجد خلود نفسها في جلسة تحقيق ملزمةً بكتابة اعتراف مفصل غير أنها تبدأ سردها بالتنصيص على نسبية الحقيقة فيما ستعترف به من أكاذيب لتفتح باب التأويلات على مصراعيه وتمد أفق انتظار القارئ إلى ما لانهاية. لدينا جثة جاسوس إسباني، وامرأة أخرى قتيلة اختفت جثتها، وكذلك شخصية غامضة تبقى طيلة الرواية تتأرجح بين الممكن والمستحيل، بين الوجود والعدم. كما هي عادة الكاتب احجيوج في رواياته الأخرى، رغم قصر هذه الرواية إلا أنها غنية بحكايات متداخلة ومسارات تنقل القارئ من مستوى تأويلي إلى آخر، وتمزج بين الواقع والخيال، بين الحاضر والتاريخ، لتبني أمام عيني القارئ شبكة متداخلة من الألغاز تتحدى ذكاءه بالقدر نفسه الذي تمنحه فيه حرية مطلقة في التأويل، وإعادة الكتابة.* * *"الذاكرة وهم. نحن بارعون جدًا في اختلاق الذكريات. استرجاعُ الذكريات خلقٌ لها، تزييفٌ لها. كل ما نسترجعه محض وهم. أكاذيب."