كتاب إتنا رحلة الظّهور المقدس (من الحضرة الهيروغليفيّة إلى الحضرة المهدويّة) بقلم د. أسماء غريب .. تعيش الدكتورة الرائدة أسماء غريب؛ عالماً عرفانياً خاصاً، تتطلّعُ فيه إلى إقامة الدولة الإلهية العظمى التي تملأ الأرضَ قسطاً وعدلا بعد أن مُلئَت ظلماً وجورا.فبعدَ موسوعتها المهدوية (دزاكرا إمامكَ المنتظر كما لم يخبرك عنه أحد)، تأتي اليوم لتمتطي صهوة جوادها الأشم لتنيرَ عالمَ الإمامة بخمسِ محاورَ تستقصي بها إلى نقطة الوحدة بينَ قوسَي الأحدية والواحدية. نعم، إنها موفدة السفارة الإلهية، وصاحبة السّبق إلى تقديم إمامها بهذه الحلقات الجمالية ذات الدلالات العرفانية التي تصل العبد بمولاه بأسلوب حداثي لم يسبق وأن تناوله أحد. إذن هو استكمالٌ لِما قُدّمَ من عملٍ أدبي عرفاني هادف، بطريقة روائية ذات دلالات عالية المضامين، يمكنُ أن تكون محل عناية ودراسة المفكرين والباحثين كأسلوب سردي تناولي جاد، أو كحركة ديناميكية تجديدية في الأدب العربي المعاصر. إنّ البُعد الدلالي في شخصية الدكتورة أسماء يتميّز بالرصانة والموثوقية ، إذ لا يخفى فانّ الاعتقاد - وحده - لا يكفي أن يكون سنداً لمقبولية البُعد الدلالي. لذلك نجد بانّ النص الأسمائي يتحرك تحرّكاً إيجابياً بسياقات فوق العادة استناداً لسنده الرصين الذي يمنحهُ الدعامات اللائقة لذائقة القارئ، ومن ثمّ الأخذ به باعتباره ليسَ عملاً خاضعاً لضوابط العمل الروائي فحسب، بل له تركيبته البنائية الخاصة، وهو محفوفٌ بالتوفيقات والتسديدات الإلهية ما يُميّزهُ عن غيره من الأعمال الأدبية باعتباره تناول لقضية عقائدية عالمية، حتمية الحدوث، وسردها بأسلوب حداثي، مُبتَكَر، غير نمطي، يوظّف السرد الروائي للوصول إلى الحقيقة . (د. هيثم كاظم المحمود).