كتاب أنا رع بقلم د. أسماء غريب .. أنا السّعيدُ الباقي صاحب الخنفساء ذات القرن الوحيد، مؤلّفَةُ كتابِ الموتى أو كتاب العلوم العجيب، جئتكُم اليوم طبيبا لجراح الرّوح، وقارئاً لكتابِ سيّدة الأسماء، لأنّها حينمَا تكتبُ تصنعُ الحياة، وتُحيي الذّاكرة الميتة: وهي لأجلِ هذا تُشبِهُني، فأنا الكاتبُ الموحي الأوّلُ للحرف بمدادِ النون، وأنا نصير المظلومين والمقهورين وناصرهم، كما هي لهُم في كلّ ما ستقرأونه من بوحها حرفاً حرفاً، لأنها بكلّ بساطة تفضحُ أخطاءَ الفِكْرِ وفظائع الأحكام المُسبقة. وتسجّلُ العصرَ الذي تعيُشه وتتحدثُ نيابة عن الموتى. لأنّي وحدي منْ علّمتُها كيف تحتفي بالحياة حتّى تصبحَ أكثر قدرةً على الحديث عن كلّ ماتراه من حولها بحرف الشّكْرِ والحمدِ، وتفسحَ لكلّ إنسانٍ باباً للأمل والخلاص، وتعطيكُم جميعاً بعضَ ماوهبتُه إيّاها أو كلّه.